أكد رئيس البرلمان العربي عادل بن عبدالرحمن العسومي أن “تعزيز المواطنة أصبح قضية أمن وطني وقومي بالدرجة الأولى، باعتبارها السلاح الأقوى والأكثر فاعلية لتحصين المجتمعات العربية من التشرذم والانقسام، ومواجهة الفكر المتطرف ونبذ العنف والتعصب والكراهية، والحفاظ على سلامة المجتمع وأمن واستقرار الدولة”، مشيرا الى أن “المنطقة العربية تعيش في وضع صعب وتمر بمرحلة حرجة، ولا يوجد أخطر من اللعب على وتر المواطنة وإثارة الفرقة والخلافات بين أبناء الوطن الواحد، كسبيل للتدخل في شؤونه الداخلية، وإضعاف قوته وتهديد وحدته الداخلية وأمنه المجتمعي”.
جاء ذلك خلال مشاركة رئيس البرلمان العربي كمتحدث رئيسي في أعمال المؤتمر الدولي الثاني والثلاثين الذي نظمه المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بوزارة الأوقاف المصرية، والذي عقد برعاية رئيس جمهورية مصر العربية عبد الفتاح السيسي، بعنوان “عقد المواطنة وأثره في تحقيق السلام المجتمعي والعالمي”، بحضور عدد من الوزراء والعلماء والمفكرين من الدول العربية والإسلامية ومختلف دول العالم.
وفي كلمته في الجلسة الافتتاحية، أكد رئيس البرلمان العربي أن “تحقيق المفهوم الشامل للمواطنة يتطلب العمل على منظومة متكاملة ذات أبعاد مختلفة، تشمل تشريعات وطنية، ومبادرات تثقيفية وتوعوية، تمكن الأفراد من استيعاب المعنى الشامل لمفهوم المواطنة، وكذلك مشروعات تنموية تستهدف جميع الفئات دون أي تمييز أو تهميش، بالإضافة إلى نشر خطاب ديني مستنير، مناهض للتطرف والغلو، وداعم لقيم المواطنة وحرية الاعتقاد”.
وشدد العسومي على “أهمية ترسيخ قيم المواطنة لدى النشء والشباب”، داعيا إلى “إطلاق مبادرات ومشروعات وطنية وقومية تستهدف تعزيز قيم الولاء والانتماء لديهم لربطهم دائما بأوطانهم”، مؤكدا في الوقت ذاته “الاستعداد التام لدى البرلمان العربي للانخراط في كافة الجهود الوطنية والقومية الرامية لتعزيز قيم وثقافة المواطنة لدى أبناء الأمة العربية”.