تظاهر مئات اللبنانيين، يتقدمهم أهالي ضحايا انفجار مرفأ بيروت، اليوم الأربعاء أمام قصر العدل في بيروت، بعد يومين من تعليق التحقيق في القضية على خلفية تدخلات سياسية وشكاوى قانونية تطالب بتنحية المحقق العدلي طارق البيطار.
وتمكنت مجموعة من المتظاهرين من دخول الباحة الداخلية لقصر العدل، حيث يقع مكتب المحقق العدلي، وعلقوا لافتة ضخمة تضم صور الضحايا مع تعليق “لن تقتلونا مرتين”، في حين اعتصم العشرات منهم أمام المقر.
ويأتي تحرك أهالي ضحايا الانفجار غداة طلب محكمة الاستئناف من قاضي التحقيق في ملف انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار التوقف عن متابعة تحقيقاته مؤقتا، بعد تقديم وزير الداخلية السابق نهاد المشنوق دعوى ضده.
وأمام قصر العدل، رفع الأهالي صور الضحايا ولافتات كتبوا عليها عبارات عدة، بينها “القضية أكبر من قاضي.. القضية الحقيقة”، و”الشعب يحمي العدالة”، و”لن ننسى”. كما حمل أحدهم صورة مرفقة بمجسم مقصلة ومذيّلة بتعليق “نهاية كل فاسد”.
ومنذ ادعائه على رئيس الحكومة السابق حسان دياب وطلبه ملاحقة نواب ووزراء سابقين ومسؤولين أمنيين؛ يخشى كثيرون أن تؤدي الضغوط السياسية إلى عزل المحقق العدلي طارق بيطار، كما جرى مع سلفه فادي صوان الذي نُحّي في فبراير/شباط الماضي بعد ادعائه على دياب و3 وزراء سابقين.
وقبل تنحيته، كان صوان علّق التحقيق بعدما تقدم وزيران ادعى عليهما بطلب نقل التحقيق من يده.
وعلّق بيطار الاثنين التحقيق بعد تسلمه دعوى تقدم بها وزير الداخلية السابق نهاد المشنوق يطلب فيها نقل القضية إلى قاض آخر، ردّا على طلب استجوابه كمدعى عليه في القضية.
ويأتي تعليق التحقيق بعد أيام من تسريب رسالة شفهية نقلتها إعلامية على لسان مسؤول في حزب الله كان يتواجد في قصر العدل إلى القاضي بيطار تتضمن امتعاض الحزب من مسار التحقيق وتهديده بإزاحته.
ومنذ وقوع الانفجار، رفضت السلطات تحقيقًا دوليًّا، في حين تندّد منظمات حقوقية -بينها هيومن رايتس ووتش، والعفو الدولية- بمحاولة القادة السياسيين عرقلة التحقيقات، وتطالب بإنشاء بعثة تحقيق دولية مستقلة ومحايدة.
الجزيرة -وكالات